الملتقى العربي حول “التطوير المؤسسي الفعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة “

استشراف المُستقبل

استشراف-المُستقبل تطوره وأهم محدداته

لأنَّ المستقبل هو ملكٌ لمن يستعد له ويساهم في تصميمه وصناعته؛ ولأنه لم يسبق أن حدث شيء مثل العصر الحديث في التاريخ؛ ولأن المستقبل لن يكون أبدًا صورة للماضي، فاستشراف المستقبل ليس تنجيمًا بل هو منهجية علمية تعتمد على توافر مقومات أساسية تتمثل في الفهم الشامل لاستشراف المستقبل وتحدياته والتدريب على أدواته ومناهج استشرافه لتكوين رؤى مستقبلية ثاقبة،

ويحتاج استشراف المُستقبل بصورة أو بأخرى إلى التنبؤ المعتمد على عدة قدرات عقلية أهمها: التفكير، التخيل، البصيرة، الحدس، الإدراك.

وشتان بين أن يأتي العمل الاستشرافي كمقدمة سريعة للعمل التخطيطي، وبين أن تتاح الفرصة لكي ينمو كعملٍ قائم بذاته، يأخذ وقته اللازم ويستعمل المنهجيات المتعارف عليها وتستوفى مقوماته.

استشراف المُستقبل

ويرى (ويندل بيل ) أن المهام التي ينشغل بها حقل الدراسات المستقبلية من اكتشاف أو ابتكار، وفحص وتقييم، واقتراح مستقبليات ممكنة أو محتملة أو منفصلة، تنحصر في تسعة محددات أهمها:

إعمال الفكر والخيال في دراسة الممكن بغض النظر مدى احتمالية وقوعه، مما يؤدي لتعددالخيارات البشرية.
دراسة ما هو محتمل، أي التركيز على فحص وتقييم المستقبليات الأكبر احتمالا للحدوثخلال أفق زمني معلوم وفقا لشروط محددة مما يجعلها مؤهلة لتضمين عدد من السيناريوهات.
ودراسة صور المستقبل، أي طبيعة الأوضاع المستقبلية المتخيلة وتحليل محتواها، ودراسة أسبابها وتقييم نتائجه.
دراسة الأسس التنظيرية للدراسات المستقبلية، أي تقديم أساس فلسفي للمعرفة التي تنتجهاالدراسات المستقبلية، والاجتهاد في تطوير مناهج وأدوات البحث في المستقبل.
ودراسة الأسس الأخلاقية للدراسات المستقبلية، وهذا أمر متصل بالجانب الاستهدافي للدراسات المستقبلية، ألا وهو استطلاع المستقبل أو المستقبليات المرغوب فيها.